يا نجوم الزمالك : جاءت الفرصة... فلا تضيعوها

لا أعتقد أنه توجد فرصة مواتية اكبر من تلك التي اتيحت لذلك الفريق من أجل تحقيق انجاز طال انتظاره لناديهم وجماهيرهم ولنفسهم أيضا .

الاستقرار "الحمد لله" بات متوفرا وأصبح هناك صاحب للنادي بعد أن مر بأربعة اعوام عسيرة وبلا صاحب الآن عادت ملكيته لأبناؤه وجمعيته العمومية المشرفة والتي ستظل مضرب المثل لسنوات قادمة ولجماهيره العريضة ولمجلس ادارته الذي نلقي بآمالنا على اكتافه ، وبالإضافة للاستقرار فلا أظن أن هناك لاعب يوجد لديه جنيها ولم يحصل عليه من النادي وحتى لو كان له فالسؤال هو من اللاعب الذي دخل النادي وخرج منه دون ثروة ؟؟؟ أليس هذا أكبر ضمان ؟؟

اذا فماذا تريدون بالله عليكم أكثر من أنكم تلعبون لأكبر أندية مصر والوطن العربي وخلفكم أعظم جمهور وأكثر جمهور تعلقا وحبا ومساندة لفريقه ولاعبيه وإدارة منسجمة وعلى استعداد لعمل أي شئ من أجل رفعة اسم الزمالك وجهاز فني مجتهد ومستقر ويحاول بناء فريق قادر على الفوز بالبطولات ؟

ولكن دعونا ننحي الكلام العاطفي جانبا ونحدد الأهداف المرجوة وكيفية تحقيقها بطريقة علمية وما على كل جانب تنفيذه من أجل الوصول لمنصات التتويج باستحقاق ودون "مجاملات ورشاوي وحظ" فبهذه الطرق لا نحتاج لبطولات ولكن نريدها بالتخطيط العرق والجهد والحب والتفاني والأهم من هذا كله التنظيم والذي يضع كل هذه العوامل السالف ذكرها في مكانها الصحيح حتى تؤتي بثمارها ، وهذه المنظومة تضم الإدارة والجماهير واللاعبين والجهاز الفني ولابد من تنفيذ كل جزء من المنظومة لدوره واصلاح اخطاؤه حتى يعود نادينا إلى مكانه الطبيعي ..

1- الإدارة

بداية فعلى الإدارة أن تحدد اهدافها وتعرف ماذا تريد أن تفعل وماذا تستطيع فعله وأن تكون صادقة مع نفسها وجمهورها مثلما نرى في كبرى أندية العالم والتي لا يقل عنها الزمالك بامكاناته وجماهيريته العريضة وبما أن الزمالك فريق بطولات من الطراز الأول لذلك فإن أهداف الإدارة المعروفة هي تكوين فريق قادر على حصد كافة البطولات التي سيشارك فيها الفريق والمنافسة عليها ، وبما أن هذه هي الأهداف فالخطوة التالية هي معرفة كيفية تحويل تلك الأهداف إلى واقع وهو أمر ليس بالسهل ولكنه أيضا ليس بالصعوبة على فريق بحجم الزمالك .

التجربة اثبتت أن الاسراف في شراء النجوم والاسراف في تدليلهم أيضا لا يأتي ابدا بالنتائج المرجوة ففريق كرة القدم هو فريقة من المحاربين الذين ينقسموا إلى قادة وعسكر ولا يمكن لفريق كله من القادة أن ينتصر في معركة يدخلها دون منفذ والعكس صحيح لذلك فعلى الإدارة أن لا تتدخل بالمرة في سياسة الفريق وأن تكلف المسئولين بهذا الملف بأن يكونوا مسئولين مسؤولية كاملة عن هذا الملف وبتفويض كامل من المجلس وبالفعل هي إدارة محظوظة أن يكون اسمين من اسمائها هما الامبراطور والغزال الأسمر ولن تجد أفضل من هذه الأسماء لتسيير أمور كرة القدم بالنادي .

ما نسمعه من كلام مخربين ولا يريدون مصلحة للبيت الأبيض بأن الزمالك يحتاج فريق كامل وما يزيد عن ثمانية لاعبين هو قمة الهزل ، فالفريق يملك لاعبين لهم ثقلهم في جميع المراكز ولا ينقصهم سوى التطعيم ببعض العناصر المؤثرة في بعض المراكز وإعادة التنظيم لهم وإعادة الثقة أيضا فقد شبعنا من تكوين فرق وإعادة هدمها وهذا هو الدور الرئيسي للإدارة بالحفاظ على قوام الفريق وإعادة هيبته .

2- الجماهير

لا نستطيع أن نحمل الجماهير أكثر من طاقتها أو نتهمهم بأي تقصير فقد أدوا دورهم على أكمل وجه ولولا جماهير النادي المخلصة لكان الوضع "لا قدر الله" أسوأ من هذا بكثير ولكن لي تعليق بسيط على دور جمهور الزمالك مع فريقها وهذا ما أشعر به تماما وأنا أجلس في المدرجات ، فلا الانتصار في مباراة يجعل اللاعبين أساطير ولا الهزيمة في مباراة تجعل دمهم مهدور !!

الزمالك نادي خلق للفوز ولحصد البطولات لذلك فعندما يفوز اللاعبون بمباراة فنحن من نصنع لهم التماثيل ثم نأتي بعد الهزيمة لرجم هذه التماثيل ففي النهاية هم بشر ويتأثرون بالضغوط النفسية وعندما يشعر جميع اللاعبين بأنهم نجوم ويشعرون بالتفرقة بينهم في المعاملة وسط الجماهير و"هذا يحدث" فإنه بالطبع يؤثر فيما بين اللاعبين وقد سبق وقلت أنه لا يوجد لاعب في مصر حاليا يستحق التمييز أو أن يكون النجم الأوحد لفريقه سوى لاعب واحد وقد ترك الكرة العام الماضي والاسم بالطبع معروف "الامبراطور حازم امام" وفيما عداه بالكل نجوم متميزين يحبوا النادي والجماهير تحبهم ولكن يجب أن يكون هذا الحب بالطريقة الصحيحة التي تدفعنا للأمام .

3- الجهاز الفني

الجهاز الفني الحالي لنادي الزمالك يعتبر صاحب أصعب مهمة وأسهل مهمة في الوقت ذاته وهذا يعد تناقض غريب وأسباب سهولتها هي نفس أسباب الصعوبة بعد أن استقر اعضاؤه وعرفوا اللاعبين والأجواء وشهد عصرهم الاستقرار الاداري والنفسي المنتظر وعرفوا النقوص في الفريق وضمنوا معسكرا متميزا وتوفير لاحتياجاتهم ، وهي الأمور التي تصعب من المهمة لأن المطلوب منهم الآن هو تحقيق الانجاز وفي وسط هذه الظروف التي يحلم بها أي جهاز فني أي نتيجة غير البطولة ستكون كارثية ولكن هذا لن يحدث إن شاء الله ونحن على ثقة بكاستال وسعد وما يجهزونه من مفاجآت لجماهيرهم المتعطشة .

جهاز الزمالك مطلوب منه أولا معالجة اللاعبين نفسيا وادخال روح البطولة داخلهم وافهامهم قدر ومعنى القميص الذي يرتدونه وادخال روح المودة والحب بينهم واذابتهم كفريق عمل واحد وهذه الأمور تعتبر هي الأصعب في مشوار إعادة بناء الزمالك من جديد ، ثم على الجهاز عدم الانسياق وراء مزايدات رخيصة على لاعبين قد نكون في عدم الاحتياج لهم أو لمراكزهم .

ومن الناحية الفنية فالزمالك يحتاج إلى مدافع أيسر ولاعب خط وسط مدافع من الطراز الرفيع وثنائي هجوم قوي وصانع ألعاب متميز أي خمسة لاعبين فقط لاغير وفي اعتقادي أن أي شئ أكثر من هذا سيكون اسراف لا مبرر له وقد يضرب استقرار الفريق

واذا استعرضنا خطوط الفريق سريعا فسنجد أن حراسة المرمى هي الأقوى في مصر بوحيد وأوسة ، وفي الدفاع فالفريق يملك خيرة مدافعي مصر ولا ينقصهم سوى الثقة في وجود فتح الله وهاني والصفتي وأمير الوافد الجديد قلا حاجة لأكثر من ذلك .

وفي الأجنحة فبعد المستوى الطيب للصاعدين حازم وصبري وخبرة عبد الله اذا انضبط سلوكيا فلا ينقصهم سوى مدافع أيسر آخر جوار صبري رحيل ليكون هذا الخط كامل العدد .

أما خط الوسط فلا ننكر بأن هناك مشكلة ولا يستطيع الميرغني المجتهد وحده حلها ، فالزمالك في حاجة للاعب له ثقل في خط المنتصف لضبط ايقاع الفريق وتنفيذ التكتيك على أكمل وجه وإن حدث ما أثير حول احتمالية قدوم النجم حسني عبد ربه للزمالك فستنتهي تلك المشكلة من جذورها لما يمثله حسني من ثقل تكتيكي في خط المنتصف ، أما بالنسبة لصناعة اللعب فالفريق في حاجة للاعب مبدع بالفعل وقادر على قلب المعطيات وصناعة الفارق ومع كامل احترامي لشيكابالا وجمال حمزة فالزمالك في حاجة إليكم في هذا المكان ولكنه في حاجة أيضا لمقاتلين يشعرون الجماهير بالاطمئنان أن الزمالك قادر على الفوز في أي وقت ولا أن نجلس في المدرجات واضعين أيدينا على رؤوسنا وندعو "يارب تمشي معاهم النهاردة ويبقوا ف يومهم وغزالتهم رايقة" ولذلك فاعتقد أن الزمالك في حاجة لصانع ألعاب تحسبا لأية ظروف قد تحدث وعلى سبيل المثال لا الحصر نجد عبد الله السعيد وعمر جمال في الاسماعيلي واحمد عيد عبد الملك في حرس الحدود وغيرهم الكثير .

أما الهجوم فقد سمعنا الرئيس ممدوح عباس يتحدث عن محاولة استعادة اجوجو ونحن لن نظلم اللاعب نظرا للظروف الخاطئة التي قدم فيها ولم تساعده على تقديم نفسه بالشكل اللائق ولكن حتى في حالة عودة أجوجو فالزمالك يحتاج إلى ثنائي هداف في منطقة الجزاء لمعالجة العقم التهديفي الذي حدث للفريق الموسم الماضي ولم يكن هناك من يترجم سيطرة الزمالك على كثير المباريات .

4- اللاعبون

لقد تعمدت أن أترك اللاعبون للنهاية حتى يكون لهم النداء الأخير فانتم تحملون لواء أشرف ارتداها رياضي وعليكم أن تكونوا على قدر ذلك الشرف وعليكم أن تبذلوا الغالي والنفيس من اجل صناعة شئ لهذا النادي العظيم وتلك الجماهير الوفية ، فنحن لا نريد بطولات ولكن نريد رجال يفعلوا كل في استطاعتهم من أجلنا ولا يدخروا جهد في سبيل اسعاد من يعيشون بحب نادي الزمالك فاذا احققت البطولة فهنيئا لكم بها وإن لم تتحقق فيكفينا بأن نشعر أنكم رجال واعطيتونا مثلما اعطيناكم .