أكد المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس، أن إلغاء زيارة الرئيس حسنى مبارك إلى واشنطن سيؤثر على تسلسل اجتماعات الرئيس الأمريكى باراك أوباما حول الشرق الأوسط، مستطردا: «لكن تأجيل الزيارة لن يؤثر على جوهر خطط أوباما حول المنطقة»، فيما توقع مراقبون إتمام الزيارة خلال شهر أكتوبر المقبل.
ووصف جيبس، فى تصريحات له أمس بواشنطن، إلغاء الزيارة بـ«الأمر المؤسف على عدة مستويات»، خاصة فى ظل الظروف المأساوية لوفاة حفيد الرئيس مبارك.
وأشار جيبس إلى أن خطاب أوباما إلى العالم الإسلامى، الذى سيتم إلقاؤه من القاهرة يوم ٤ يونيو المقبل، «سيتحدث عن بعض تفاصيل مقاربته للشرق الأوسط».
وقال إن الرئيس الأمريكى وزوجته «عبرا عن تعازيهما للرئيس فى وفاة حفيده»، مشيرا إلى أن أوباما سيلتقى مبارك خلال زيارته المقبلة للقاهرة.
كانت القاهرة قد أبلغت واشنطن عبر وزارة الخارجية أمس الأول بإلغاء الزيارة، وصرح السفير سامح شكرى، سفير مصر لدى الولايات المتحدة، بأنه «قام بناء على تكليف من أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية، بإبلاغ البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية بإرجاء زيارة الرئيس مبارك إلى واشنطن، للظروف المحزنة المتعلقة بوفاة حفيده.
وقال شكرى إنه «لمس تعاطفا وتقديرا بالغا وطلبات بنقل التعازى إلى الرئيس مبارك، والإعراب عن الشعور بالحزن لهذا المصاب، والاهتمام بتحديد موعد جديد للزيارة فى الوقت الذى يناسب الرئيسين».
وصرح مصدر دبلوماسى بأنه «لم يتم تحديد موعد جديد للزيارة حتى الآن»، وتوقع مراقبون أن «يتم إجراء الزيارة خلال شهر أكتوبر المقبل»، موضحين أن زيارات مبارك لواشنطن كانت عادة ما تتم خلال شهرى مارس وأبريل من كل عام، وأحيانا فى شهرى يونيو وأكتوبر، وأن الرئيس «لم يعتد زيارة واشنطن فى شهور الشتاء».
وقال إن جدول الرئيس مبارك فى شهر يوليو المقبل مزدحم جدا، حيث من المفترض أن يشارك فى قمة الثمانى فى إيطاليا يوم ٧ يوليو، وقمة عدم الانحياز فى شرم الشيخ يومى ١٦ و١٧ من نفس الشهر.
واستبعد المراقبون إتمام الزيارة فى شهر أغسطس بسبب إجازة المؤسسات والدوائر الرسمية الأمريكية، إضافة إلى «صعوبة» تأجيل الزيارة عاما كاملا إلى شهر أبريل أو مايو المقبلين. وأكد سياسيون أن تأجيل الزيارة سيكون له تأثير على الخطة التى سيضعها أوباما حول عملية السلام فى الشرق الأوسط.
وقال الدكتور وحيد عبدالمجيد، نائب مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية فى الأهرام، إن تأجيل الزيارة سيكون له «تأثير كبير على عملية السلام فى الشرق الأوسط، إذا كان أوباما سيعلن الخطة الأمريكية الجديدة حول الشرق الأوسط يوم ٤ يونيو المقبل»، وفقا لما يتم تسريبه حول الخطاب الذى سيلقيه من القاهرة.
وأوضح عبدالمجيد أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبو مازن» والعاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى «لا يعبران بوضوح عن وجهة النظر العربية المعتدلة التى تمثلها مصر والسعودية، وهما أكثر ميلا إلى إسرائيل»، وقال :»إذا اعتمد أوباما على لقاءاته مع عبدالله وأبومازن فقط فى إعداد خطته حول الشرق الأوسط فلن يكون كلامه معبرا عن آراء الكثير من العرب».
وأكد أن تأجيل الزيارة لن «يكون له تأثيرات أخرى، ولا يوجد شىء جوهرى يمكن أن يتأثر بذلك سوى عملية السلام، وهى النقطة الحرجة»، على حد تعبيره، مشيرا إلى أن ملف العلاقات الثنائية» مؤجل منذ سنوات ولا توجد مشكلة فى تأجيله بضعة شهور أخرى.
ورأى عبدالمجيد أن اللقاء القصير بين مبارك وأوباما فى القاهرة يوم ٤ يونيو المقبل، «لن يكون له تأثير كبير على خطته إذا كان أوباما قد استقر فعلا عليها»، موضحا أن الرئيس الأمريكى «سيسعى إلى تقديم رؤية أمريكية حول عملية السلام خلال خطابه فى القاهرة، حتى لا يكون كلامه عن تحسين العلاقات مملا ومكررا، وباهتا»، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية هى «القضية الأكثر تأثيرا فى الشارع العربى والإسلامى».
وقال الدكتور عبدالمنعم سعيد، مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية فى الأهرام، إن زيارة الرئيس مبارك لواشنطن هى واحدة من أساليب التواصل بين الإدارتين المصرية والأمريكية، وهناك أساليب أخرى للتواصل عن طريق وزارة الخارجية والسفراء، رغم «أهمية الحديث وجها لوجه».
وتوقع سعيد أن «يتم التنسيق بين الجانبين خلال الأيام المقبلة عبر زيارات واتصالات بين مسؤولين كبار من الجانبين، حتى يستطلع أوباما رأى مصر فى خطته الجديدة حول السلام فى الشرق الأوسط»، وقال: «لا بد أن يعرف أوباما رأى القاهرة فيما سيعرضه،» معربا عن اعتقاده بإمكانية «تعويض الزيارة بسهولة خلال الفترة المقبلة».