ألقى الدكتور محسن بن حمود الكند مدير مركز الدراسات العمانية بجامعة السلطان قابوس بمسقط محاضرة بعنوان "واقع الدراسات الإنسانية في عمان" ضمن فعاليات الموسم الثقافي السنوي لمركز المحفوظات والدراسات التاريخية.
وتناول الكند خلال المحاضرة التي شهدها سفير سلطنة عمان بليبيا وعدد من الباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي والأدبي، واقع التواصل الحضاري والعلوم البحثية في إثراء العلوم الإنسانية.
وتوقف بن حمود وفقا لما ورد بصحيفة "العرب اللندنية" عند مفهوم البحث الأكاديمي وما أنتجته الذاكرة العمانية في كافة المجالات عبر مرحلتي ما قبل النهضة وما بعدها، .
وأكد مدير مركز الدراسات العمانية أن هناك عدد من الأدبيات التي ساهمت بشكل كبير في إثراء الثقافة الإنسانية سواء داخل السلطنة أو في سائر الأقطار العربية، وتشكل هذه الأدبيات مجالا يعرف بالثقافات المختلفة في كافة المؤسسات السياسية بعمان.
وأوضح الكند أن إلقاء الضوء على تلك الأدبيات سيكشف أن الصحافة في الطليعة ثم التعليم فالآداب بالإضافة إلى الأعلام الذين شكلوا دورا بارزا، وسننطلق من الماضي لنؤكد مصداقية ذلك في الحاضر.
وتابع إن أهم المؤثرات التي دعمت هذا التواصل المؤسسات الدينية المتمثلة في المدرسة القرآنية والجامع حيث لعب كل منهما دورا أساسيا في التكوين العلمي في مجالات الفقه والتاريخ والعلوم الإنسانية المختلفة، وما تلعبه اليوم المدارس والجامعات وإنتاجها لدراسات تحسب للواقع الثقافي العماني.
وأشار الكند إلى أن أولى المدارس في عمان هي المدرسة السلطانية الأولى مرورا بعدد من المدارس ثم فترة ما بعد النهضة التي وصل فيها عدد المدارس إلى 5000 مدرسة.
وأضاف أن الواقع الثاني الذي أعطى نتاجا تنويريا واضحا هو الصحافة، التي ساهمت أيضا في هذا التواصل بين أقطار العالم العربي وإثراء المعرفة، بالإضافة إلى الصحف التي كانت تصدر في الدول الأخرى.
وقد أنتجت هذه الوسائل أي المقالة والأخبار وغيرها خطابا بين المشرق والمغرب وأثبتت مدى خلقها لمجال امتداد العلاقات الثقافية.
ومن العوامل الرئيسية المطبعة حيث تركت بصمة واضحة بعدما قامت بتوثيق وطبع الإنتاج المعرفي العماني وغيره، كذلك الأندية التي ظهرت منذ العشرينات وكانت بمثابة نواة للتواصل العربي، واستمر دورها حتى وقتنا الراهن، عبر اللقاءات والندوات والورش، بالإضافة إلى الإذاعة المرئية وغيرها من المؤثرات.
وأختتم بن حمود الكند حديثه أن هناك عدد من الأعلام الذين أسهموا في إثراء الثقافة ونقلها سواء في العلوم الفقهية أو الأدبية أو الإنسانية أمثال سليمان الباروني، وغيره من الشخصية المستنيرة التي ساعدت في إثراء الواقع الثقافي التي قدمت الغالي والنفيس من أجل إيصال رسالته.