من فاطمة المحميد المنامة فى 7 يونيو / بنا / أنطلقت صباح اليوم الدورة التدريبية السادسة / التراث الشفوى / التى ينظمها قطاع الثقافة والتراث الوطنى بوزارة الثقافة والاعلام ويحاضر فيها الدكتور محمد الجويلى أستاذ فى الادب العربى والانثروبولوجيا الثقافية بكلية الاداب والفنون والانسانيات / منوبة .. تونس / وذلك بمتحف البحرين الوطني.
وبين الدكتور محمد الجويلى أن الدورة التدريبية تنقسم الى الجانب النظرى والجانب التطبيقى على نصوص مقتطفة من كتاب الاحلام لمحمد بن سيرين والتطبيق على حكايات خرافية ومثلية من المحيط الى الخليج وكذلك التطبيق على بعض المقاطع الغنائية من التراث الشفوى بالجنوب التونسي.
وأشار الدكتور محمد الى أنه سيتطرق فى الدورة الى 3 محاور المحور الاول سيكون مدخل لدراسة التراث الشعبى وطرق انقاذ التراث الشفوى من الاضمحلال والضياع والمحور الثانى متعلق بالمدون والشفا من خلال النظر الى المكتوب بالعربى فى الحضارة العربية القديمة وأثار المشفى فيه أما المحور الثالث فهو متعلق بالطفل من خلال الحكايات الشعبية العربية وأغانى المهد موءكدا على أن الحكاية الشعبية تتمثل فى وظائف تربوية و تساهم فى تربية الطفل بتخويفه تارة واضحاكة تارة أخرى و بث روح الانتصار من خلال القصص التى تبدأ بالطفل البسيط الذى لايملك شى وتنتهى بزواجه بابنة السلطان أو زواجها من السلطان أو بانتصارة على الشر.
وأعتبر الدكتور محمد الحكايات الشعبية مسألة رمزية بحيث هذا الانتصار يشكل تتويج واثبات للذات والكيان كما أنها تمد الطفل بالاليات الاساسية لتكوين شخصية ودفاعه عن نفسه واثبات وجوده فى هذا المجتمع.
و نوه الدكتور الى أن الدورة تبرز التراث الشفوى الذى أعتبر لاقيمة له عند البعض موضحا أن الدراسات العلمية الجديدة تبين أن التراث الشفوى يتقاطع مع علوم التربية الحديثة وعلم النفس الحديث فلذا علينا أن نحافظ على هذا التراث الذى يبث قيم لربما لاتقبل فى مجتمعاتنا العربية المعاصرة فلا بد أن ننظر اليها نظرة نقدية ونحافظ عليها.
من جهته قال السيد ابراهيم سند مشرف الدراسات والبحوث بقطاع الثقافة التراث الوطنى أن هذه الدورة توءكد على الجانب العلمى فى مجال البحث التراثى والمعروف أن البحرين تزخر بالعديد من المهتمين بالتراث وأهتمامهم بالتراث نابع من حرصهم على توثيق المادة التراثية والاهتمام بالعنصر البشري.
وأضاف السيد ابراهيم أن البحرين تعتبر خزينة تراثية كبيرة على مستوى الخليج والوطن العربى وأن ممارسى التراث على علم بالجانب المادى أو المعنوى وهناك كما كبيرا ومن حفظة هذا التراث سواء فى الادب الشعبى من الشعر والموال والاغنية أو الحكايات والامثال واللغز موءكدا ان على الباحثين الوصول الى حفظة التراث وتدوين هذه الكنوز القيمة لتنتقل هذه الموروثات للاجيال القادمة.
وأوضح الاستاذ سند أهداف الدورة تتمثل فى اعداد باحثين متميزيين فى المجال الموروث الشعبى والتعرف على أهم التجارب العربية المعمول بها فى التراث الشعبى وانشاء قاعدة بيانات تضم مادة علمية مكتوبة ومسموعة ومرئية حول مختلف العناصر التراثية فى مملكة البحرين واعادة اعداد أرشيف تراثى دقيق ومتنوع يستكمل كافة البيانات المختصة بالتراث الشعبى ويسهل عملية الحصول على المعلومات من قبل الباحثين والمهتمين بالتراث.
وأشار الاستاذ ابراهيم الى المستوى العلمى الراقى للدورات السابقة التى استضافت خيرة الباحثين المفكرين العرب فى مجال التراث وكان لها الاثر الايجابى من خلال تقدم مستوى المشاركين فى الدورات وتحسين مستوى انتاجهم فى مجال البحث والتزامهم بالمنهج العلمي.
وتستمر الدورة التدريبية لمدة خمسة أيام كما يتخللها زيارة ميدانية تعزز الجانب النظرى والتطبيقى فيها